اختتمت، اليوم الأحد، زيارة الدولة التي قام بها سلطان عمان إلى الجزائر بدعوة من رئيس الجمهورية الجزائرية، حيث توجت بلقاءات رسمية ومباحثات ثنائية عكست عمق العلاقات الأخوية وروح التعاون بين البلدين.
الزيارة التي دامت يومين، شهدت محادثات معمقة بين قائدي البلدين، تناولت سبل تطوير التعاون الثنائي في مجالات متعددة، من أبرزها الاستثمار، الصناعة، الطاقة، الزراعة، والعدل، إلى جانب تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأشاد الجانبان بالتقدم الذي عرفته العلاقات الجزائرية-العمانية في السنوات الأخيرة، خاصة بعد زيارة رئيس الجمهورية إلى مسقط في أكتوبر 2024، وانعقاد الدورة الثامنة للجنة المشتركة في الجزائر في جوان من نفس العام. كما ثمّنا التقدم المحرز في تنفيذ التوصيات والاتفاقيات المنبثقة عن تلك اللقاءات.
وفي السياق الاقتصادي، أعرب الطرفان عن دعمهما للمشاريع الاستثمارية المشتركة، مشيدَين بالشراكة في مشروع إنتاج المخصبات بالمنطقة الصناعية بأرزيو، بقيمة 2.4 مليار دولار، ومؤكدين على أهمية تسريع وتيرة تجسيد مشاريع أخرى في مجالات السيارات والطاقة والصناعات الدوائية. كما تم الترحيب بإنشاء صندوق استثماري مشترك لتعزيز المبادلات الاقتصادية بين الجانبين.
وفي جانب المبادلات التجارية، شدد الجانبان على ضرورة رفع حجم التبادلات واستغلال الفرص المتاحة، مؤكدين أهمية التواصل بين الفاعلين الاقتصاديين، لا سيما من خلال الندوات والمعارض المخصصة، منها اختيار سلطنة عمان ضيف شرف لمعرض الجزائر الدولي المقبل، واختيار الجزائر ضيف شرف لمعرض “عمان أغروفود” نهاية السنة الجارية.
كما تم التوقيع خلال الزيارة على سلسلة من مذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية في مجالات العدل، الاستثمار، الزراعة، الصناعة الصيدلانية والطاقة، مما يعكس التوجه نحو شراكة استراتيجية شاملة.
وتطرقت المحادثات إلى الوضع الإقليمي، حيث جدد الجانبان التزامهما بتنسيق مواقفهما إزاء القضايا العربية والإسلامية، لا سيما ما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية. وندد الطرفان بشدة بالعدوان المستمر على غزة، داعيين المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف الحرب وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وفي ختام الزيارة، عبّر الجانبان عن ارتياحهما لنتائجها الإيجابية، مؤكدين التزامهما بمواصلة العمل المشترك من أجل الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى تطلعات الشعبين الشقيقين.