شارك وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، اليوم الإثنين، في أعمال جلسة وزارية تحت شعار “السياسات والإصلاحات لتحويل قطاع الطاقة في إفريقيا” تحسبا لانعقاد قمة رؤساء الدول الافريقية حول الطاقة بالعاصمة التنزانية دار السلام.
وحسب بيان لوزارة الطاقة والمناجم، شارك بالاجتماع وزراء الطاقة والمالية من دول إفريقية عدة، إلى جانب ممثلين عن المؤسسات الإقليمية والدولية، لمناقشة سبل تعزيز التعاون في القطاع الطاقوي.
وشهد الاجتماع مناقشات معمقة حول مبادرة “مهمة 300” التي تهدف إلى توفير الكهرباء لـ300 مليون شخص في إفريقيا بحلول عام 2030، وتم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي، تشجيع الاستثمار في البنية التحتية للطاقة، وتوسيع استخدام الطاقات المتجددة من أجل تحقيق تحول طاقوي شامل ومستدام في القارة.
وفي كلمة له، أكد الوزير عرقاب، أن الجزائر تعد من الدول الرائدة في قطاع الطاقة على مستوى إفريقيا والعالم، مشيرًا إلى الإنجازات البارزة التي حققتها في هذا المجال.
وأوضح الوزير، أن الجزائر قد حققت تقدمًا ملحوظًا في تطوير قطاع الطاقة، حيث وصلت القدرة الإنتاجية للطاقة الكهربائية إلى 28 جيجاوات بفضل إنشاء محطات توليد الكهرباء الحديثة، ما مكنها من تلبية الطلب المحلي بالكامل وتصدير الفائض، كما تم ربط أكثر من 12 مليون منزل بالكهرباء و8 ملايين منزل بالغاز الطبيعي، مما رفع نسبة التغطية بالكهرباء إلى 99% وبالغاز إلى 70%.
وأكد الوزير على استمرار الجزائر في تحديث شبكة الكهرباء الوطنية وتعزيز بنيتها التحتية لنقل وتوزيع الطاقة، مشيرًا إلى إطلاق مشاريع ضخمة لإنشاء خطوط نقل كهرباء تمتد لأكثر من 5000 كيلومتر، مما سيسهم في ربط المناطق الجنوبية بالشبكة الوطنية.
وعلى الصعيد الإقليمي، أشار عرقاب إلى أن الجزائر تسعى لتعزيز الربط الكهربائي مع دول الجوار، لا سيما من خلال خط ربط كهربائي مع تونس بقدرة 400 كيلو فولت، بالإضافة إلى خطط لتوسيع هذا الربط مع ليبيا، وأضاف أن الجزائر تعمل أيضًا على ربط شبكتها الكهربائية مباشرة مع أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط، مما سيسمح بتصدير الكهرباء إلى الأسواق الأوروبية.
وفي مجال الغاز، شدد الوزير على أهمية مشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء (TSGP) الذي سيربط نيجيريا بالجزائر عبر النيجر، مما سيمكن من تصدير 30 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا إلى أوروبا، كما تناول عرقاب أهمية استخدام الطاقة المتجددة والهيدروجين في إطار الانتقال الطاقوي، موضحًا أن الجزائر تهدف إلى إنتاج 15,000 ميغاوات من الطاقة الشمسية بحلول 2030.
وأشار الوزير إلى استثمار الجزائر في التكنولوجيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية لتحسين كفاءة إنتاج وتوزيع الطاقة، كما أكد على دور الجزائر في دعم التعاون الإفريقي من خلال نقل الخبرات الفنية وتدريب الكوادر في مجالات الطاقة المختلفة.
وفي ختام كلمته، أكد محمد عرقاب على التزام الجزائر بتعزيز التكامل الإقليمي والدولي في قطاع الطاقة، مشيدًا بمبادرة “المهمة 300” الهادفة إلى توفير الطاقة لـ300 مليون شخص في إفريقيا بحلول 2030 وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في القارة.