أعلن الحرس المدني الإسباني عن تفكيك شبكة إجرامية تنشط في الاتجار الدولي بالمخدرات، وذلك في مقاطعتي غرناطة وألميريا بمنطقة الأندلس، بعد تحقيقات مكثفة بالتعاون مع السلطات المغربية. وأفادت وسائل إعلام محلية، اليوم الجمعة، بأن الشبكة كانت تقوم بنقل كميات كبيرة من الحشيش والكوكايين باستخدام وسائل متطورة ومخططات دقيقة لتفادي الرقابة الأمنية.
وجرى تنفيذ العملية بتنسيق بين وحدتي الشرطة القضائية في كتالونيا وألميريا، وأسفرت عن توقيف خمسة أشخاص. وذكر الحرس المدني، في بيان صدر أمس الخميس، أن العملية انطلقت في فبراير 2024، بدعم من المركز الإقليمي للتحليل والاستخبارات لمكافحة الاتجار بالمخدرات في الأندلس.
وكشفت التحقيقات أن الشبكة تمتلك بنية لوجستية متطورة لتهريب المخدرات، من خلال استخدام شاحنات معدلة، ومستودعات صناعية، ونقاط تحميل، بالإضافة إلى مسارات معدة سلفاً لتفادي الحواجز الأمنية. كما استخدم المهربون تقنيات إخفاء متقدمة، مثل المقصورات السرية داخل خزانات الوقود.
وأسفرت العملية عن تنفيذ عشر مداهمات في مناطق مختلفة من مقاطعة ألميريا، تم خلالها حجز 262.72 كيلوغراماً من الحشيش، ومبلغ نقدي يقدّر بـ11,585 يورو، بالإضافة إلى مسدس فارغ، وذخيرة، وأجهزة إلكترونية، ووثائق متنوعة.
وأشار الحرس المدني إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تفكيك شبكات إجرامية تستخدم الأراضي المغربية كقاعدة لتهريب المخدرات نحو إسبانيا، مستغلة موقعها الجغرافي وقربها من الضفة الأوروبية.
وكانت السلطات الإسبانية قد أعلنت، مطلع مايو الجاري، عن تفكيك شبكة يقودها مواطنون مغاربة، متورطة في تصنيع الأسلحة في ورشات سرية، فضلاً عن نشاطها في الاتجار الدولي بالمخدرات.
وتأتي هذه العمليات ضمن سلسلة من الضربات الأمنية التي نفذتها إسبانيا في الأشهر الأخيرة ضد شبكات تهريب المخدرات المرتبطة بالمغرب، الذي يُعد أكبر منتج للحشيش في العالم، والمصدر الرئيسي لتزويد السوق الأوروبية بالمخدرات، بحسب تصنيف مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الذي يقدّر الإنتاج السنوي للمغرب بأكثر من 700 طن من القنب الهندي.