أقام سفير الجزائر في المملكة المتحدة، نور الدين يزيد، مساء اليوم، مأدبة عشاء تكريميّة على شرف عميد جامع الجزائر، الشيخ محمّد المأمون القاسميّ الحسنيّ، وذلك بمناسبة زيارته إلى لندن في إطار برنامج متعدّد الأبعاد يشمل التعاون الدينيّ والثقافيّ والحضاريّ.
وحضر المأدبة، التي احتضنها مقر السفارة، كوكبةٌ من ممثّلي الجالية الجزائرية في بريطانيا، من مختلف المجالات العلميّة والفكريّة والتربويّة والبحثية والتجاريّة، حيث شكّلت المناسبة فرصة ثمينة لتبادل وجهات النظر حول ضرورة مرافقة الجالية الجزائرية في الخارج فيما يتعلّق بربطهم بالقيم الدينية والروح الوطنية.
وعبّر عميد جامع الجزائر في كلمته بالمناسبة، عن تقديره العميق لهذه المبادرة الكريمة، منوّهًا بما لمسه من روح وطنية عالية لدى أفراد الجالية، ومؤكدًا أنّ جامع الجزائر يظلّ فضاءً جامعًا لكلّ الجهود التي تُعلي من شأن القيم الجزائرية في بعدها الروحي والحضاريّ.
وتوقف عميد جامع الجزائر عند الهيكلة المؤسسيّة لجامع الجزائر، موضحًا أنّ كلّ مؤسّسة داخله تؤدي وظيفة تكاملية دقيقة تخدم رسالته الحضارية؛ وأضاف أنّ هذه المؤسّسات تعمل بانسجام لتقديم خطاب دينيّ رصين، منفتح، ووسطيّ، يستند إلى المرجعية الوطنيّة ويخاطب الواقع المعاصر.
وأشار عميد جامع الجزائر كذلك إلى أنّ المرحلة الراهنة تستدعي تعزيز الصلة بين المرجعية الدينية الوطنية وأبناء الجالية في الخارج، والعمل على مدّ جسور تواصل معرفي وروحي مستمر، يواكب تطلّعات الشباب، ويكرّس الصورة السمحة والمتزنة للإسلام.
كما رحّب السفير بالحضور، مؤكدًا أن هذه الزيارة تكتسي طابعًا رمزيًا قويًا، يعكس حرص الدولة الجزائريّة على مرافقة أبنائها في المهجر، وتثمين جهودهم في تمثيل الجزائر علميًا وثقافيًا في المحافل الدولية.
وقد ساد اللّقاء جوّ ودّي وحواريّ، عبّر فيه المدعوّون عن سعادتهم بهذا النوع من المبادرات الجامعة، التي تقرّب المؤسسات الدينيّة والعلميّة في الوطن من واقع الجالية واهتماماتها، داعين إلى استمراريّة مثل هذه اللقاءات، بما يعزّز الانتماء ويغذّي روح المبادرة.