يحتفل اليوم الخميس، العمال الجزائريون باليوم العالمي للشغل في ظل مكاسب تاريخية تعززت بها مكانة هذه الفئة الحيوية التي تواصل رفع التحديات، والمساهمة في تحسين أداء الاقتصاد الوطني والالتفاف حول المسار الإصلاحي لبناء جزائر منتصرة.
وبرزت الأدوار الإيجابية للقوى العمالية الحية، في استكمال الورشات الكبرى التي تم إطلاقها بهدف تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز جهود التنمية وتحقيق الرفاه الاجتماعي للمواطن، وهي الأدوار التي يحرص رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على تثمينها في كل مرة، نظرا لقناعته الراسخة بأن العنصر البشري هو أساس التنمية المستدامة وعماد خلق الثروة، وهو ما جعله يدرج تحسين أوضاع العمال في صميم أولويات الدولة.
وتجسدت هذه الأولوية من خلال عدة إجراءات وتدابير استفادت منها العمال في إطار تحسين الإطار المعيشي، ودعم القدرة الشرائية وتكريسا لمبدأ الحفاظ على الطابع الاجتماعي للدولة الجزائرية، بدءً برفع قيمة الأجر الوطني الأدنى المضمون وإلغاء الضريبة على ذوي الدخل المحدود ورفع الأجور ومنح ومعاشات التقاعد.
وشهد قطاع العمل أيضًا إصلاحات جوهرية، من بينها تحويل عقود جهاز نشاطات الإدماج الاجتماعي إلى عقود دائمة، وتثبيت أصحاب العقود المؤقتة في مناصب عمل مستقرة، إلى جانب صدور القوانين الأساسية لمختلف الأسلاك المهنية، لاسيما في قطاعات التربية، الصحة، والشؤون الدينية.
وفي قطاع التربية، تم إدماج أكثر من 82 ألف أستاذ متعاقد في الأطوار التعليمية الثلاثة، في خطوة رحبت بها النقابات واعتبرتها دفعة قوية للمنظومة التربوية.
كما أُقرّت الحكومة تمديد عطلة الأمومة إلى خمسة أشهر كاملة، مع تعويض يومي عن الأجر لمدة 150 يومًا، وهو ما يتجاوز المعايير التي توصي بها منظمة العمل الدولية.
وفي إطار الوفاء بالتزامات الدولة تجاه الأسرة التربوية، صادق مجلس الوزراء مؤخرًا على تخفيض سن التقاعد لفائدة المعلمين والأساتذة بثلاث سنوات، تقديرًا لجهودهم في تربية الأجيال.
وفي الجانب النقابي، أكد رئيس الجمهورية على ضمان ممارسة الحق النقابي في الجزائر، مشددًا على ضرورة احترام القانون في هذا المجال، وتوفير آليات شفافة تضمن تمثيلًا نقابيًا حقيقيًا.
ويواصل العمال الجزائريون مساهمتهم الفعالة في مشاريع التنمية الوطنية، من مناجم غار جبيلات بولاية بشار، إلى مصانع تحلية المياه بوهران، بومرداس، تيبازة والطارف، حيث لم تغب تحيات رئيس الجمهورية للعاملين في هذه المشاريع الحيوية، تقديرًا لجهودهم الفذة.