أُسدِل الستار، مساء السبت، على فعاليات الدورة التاسعة والعشرين لمعرض مسقط الدولي للكتاب، الذي احتضنته العاصمة العمانية بمركز المؤتمرات والمعارض، بمشاركة 674 دار نشر من 34 دولة، من بينها الجزائر التي سجلت حضوراً لافتاً ومتميزاً في هذا الحدث الثقافي العربي البارز.
وقد عكس حفل اختتام هذه التظاهرة التي تُعد من أبرز المواعيد الثقافية في العالم العربي، التزام سلطنة عمان الراسخ بدعم الحراك الثقافي، من خلال تعزيز ثقافة القراءة، وتشجيع الإنتاج المعرفي، وجعل المعرض منصةً للتنوع الفكري والتراثي، تجمع النخبة من المثقفين والأدباء والناشرين العرب للترويج لأعمالهم وتبادل الرؤى.
وسجل المعرض، الذي انطلقت فعالياته يوم 24 أفريل، إقبالاً جماهيرياً واسعاً تجاوز 550 ألف زائر، استمتعوا بجولات ثقافية ثرية شملت معارض للكتب وفعاليات أدبية وفكرية متنوعة، إلى جانب أنشطة تربوية موجّهة للأطفال، ولقاءات حوارية ومحاضرات تفاعلية.
وتضمن الحفل الختامي الإعلان عن الفائزين في مختلف المسابقات الثقافية والفكرية التي نظمت على هامش المعرض، من بينها مسابقة تحدي القراءة للأطفال، ومنافسات خاصة بالمرأة والبيئة، وغيرها من الأنشطة التي أضفت طابعاً تفاعلياً مميزاً على هذه الدورة.
وجاءت المشاركة الجزائرية في نسخة 2025 قوية وفعالة، حيث شاركت بـ43 دار نشر، منها 40 ضمن جناح وزارة الثقافة والفنون، الذي ضمّ أكثر من 900 عنوان في مجالات متعددة، أبرزها التاريخ، الحضارة، الأدب، وكتب الطفل، إلى جانب ثلاث دور نشر شاركت بشكل مستقل.
وأكد فضيل ناصر، ممثل الشركة الجزائرية للفنون المطبعية، في تصريح سابق لوكالة الأنباء الجزائرية، على الأهمية البالغة التي توليها وزارة الثقافة لهذه التظاهرة، التي سخّرت لها إمكانيات معتبرة لضمان مشاركة نوعية وواسعة لدور النشر الجزائرية.
وأجمع الناشرون الجزائريون المشاركون على أهمية مثل هذه المعارض في الترويج للثقافة الوطنية والإنتاج الفكري الجزائري، معتبرين أنها فرصة ثمينة للتعريف بعلماء الجزائر ومفكريها، وتعزيز روابط التواصل الثقافي مع سلطنة عمان والدول العربية الأخرى.
كما كانت الجزائر حاضرة في الفعاليات الثقافية المرافقة للمعرض، حيث ألقى الدكتور محمد ناصر بوحجام محاضرة بعنوان “مفدي زكريا: شاعر الرسالة والقضية”، كما قدمت الأستاذة شفيقة وعيل محاضرة حول “التجديد في الفكر العربي”، في تأكيد على الحضور الفكري الجزائري المتميز.