أحدث تطبيق ديبسيك DeepSeek الصيني هزة في الأسواق العالمية، خاصة في أسهم التكنولوجيا، رافعاً مستوى المنافسة في تطبيقات الدردشة والذكاء الاصطناعي إلى أوجه، خاصة بعد إطلاق نموذج ذكاء اصطناعي جديد مفتوح المصدر يسمى R1 يمكنه محاكاة الطريقة التي يفكر بها البشر، مما أدى إلى قلب السوق التي تهيمن عليها أوبن إيه آي OpenAI ومنافسون أميركيون مثل غوغل Google وميتا Meta.
ديبسيك هي شركة ناشئة مقرها هانغتشو، والمساهم المسيطر فيها هو ليانغ وينفينغ، المؤسس المشارك لصندوق التحوط الكمي High-Flyer، بناءً على السجلات المؤسسية الصينية. وحصلت الشركة حيث إطلاقها على تمويل أولي من صندوق استثماري صيني بتقديرات بين 50-100 مليون دولار. وتعتبر حصّة ديبسيك في السوق الصينية غير محددة بدقة، لكنها من المنافسين المحليين الرئيسيين أمام شركات مثل Baidu’s Ernie Bot وSenseTime.
وأعلن صندوق ليانغ في مارس/ آذار 2023 على حسابه الرسمي على WeChat أنه “يبدأ من جديد”، متجاوزاً التداول ليركز الموارد على إنشاء “مجموعة بحثية جديدة ومستقلة لاستكشاف جوهر الذكاء الاصطناعي العام”. وجرى إنشاء DeepSeek في وقت لاحق من ذلك العام.
ولم يتضح بعد حجم الاستثمارات التي استثمرتها شركة هاي فلاير في شركة ديبسيك. وتمتلك شركة هاي فلاير مكتباً في المبنى نفسه الذي يقع فيه مكتب ديبسيك، كما تمتلك براءات اختراع تتعلق بمجموعات الرقائق المستخدمة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، وفقاً لسجلات الشركات الصينية.
الشركة لا تزال خاصة ولم تُدرج في البورصة بعد، وتهدف إلى إطلاق نموذج ذكاء اصطناعي قادر على المنافسة مع GPT-4 وGoogle’s Gemini بحلول 2025. إضافة إلى خطط للتوسع في أسواق جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط عبر شراكات محلية. أما الشركات المنافسة، فهي عالمياً OpenAI (الولايات المتحدة)، Google DeepMind (المملكة المتحدة)، Anthropic (الولايات المتحدة).
ووفق التطبيق ذاته يصل عدد الموظفين إلى ما بين 500 وألف موظف، غالبيتهم في أقسام البحث والتطوير. ويقع المقر الرئيسي في هانغتشو، الصين. ولديها مكاتب أخرى في بكين وشنغهاي مع خطط للتوسع في سنغافورة ودبي.
وأدى التهديد المحتمل لحافة الشركات الأميركية في الصناعة إلى انخفاض أسهم التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك مايكروسوفت ونيفيديا وأوراكل وألفابيت، يوم الاثنين، مما أدى إلى محو ما يقرب من 1.2 تريليون دولار من القيمة السوقية لهذه الأسهم.
وفقدت شركة إنفيديا وحدها ما يقرب من 600 مليار دولار من قيمتها السوقية يوم الاثنين، في أكبر خسارة تسجلها أي شركة في يوم واحد في تاريخ الولايات المتحدة. وانخفض سعر سهم إنفيديا بنسبة 17% ليغلق عند 118.58 دولاراً، مما جعل هذا اليوم هو الأسوأ بالنسبة للشركة من حيث نسبة الخسارة اليومية منذ 16 مارس/ آذار 2020، في بداية جائحة كوفيد-19.