بن قرينة ينتقد بشدة بيان الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين
ياسين عزريني
انتقد رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة بشدة البيان الصادر عن الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين وكذا المساعي الحثيثة لهاته الهيئة التي نادت بالسلام والوئام بين الجزائر والمغرب ،في وقت فقدت فيه الجزائر ثلاثة من أبنائها في قصف جبان لنظام المخزن
وقال بن قرينة : لقد سجلنا في حركة البناء الوطني جملةً من الملاحظات على بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الصادر بتاريخ 06 نوفمبر 2021 بخصوص تطورات الأوضاع السياسية بين الجزائر والمملكة المغربية، نرى اليوم ضرورة كشف تلك الملاحظات وبيانها للرأي العام
و عبر بن قرينة عن اسفه كثيراً لخلو هذا البيان الذي أشار إلى بعض ملامح تطور الوضع السياسي دون التطرق إلى جوهر خلفياته وملابساته قائلا: نتأسف كثيراً لخلو هذا البيان الذي أشار إلى بعض ملامح تطور الوضع السياسي دون التطرق إلى جوهر خلفياته وملابساته التي دعت الجزائر إلى قطع علاقاتها بسبب التهديدات المغربية لمصالح الشعب الجزائري والأمة الإسلامية، والتي كان آخرها التقنين الرسمي لإنتاج المخدرات و الجزائر من أكبر الدول المستهدفة به ، والكشف العلني عن مشاريع التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي طالما نددت به وبأصحابه هذه الهيئة العلمائية، التي يدرك علماؤها أن سجل الجزائر حافلٌ بمآثر النصرة للقضية الفلسطنية والقضايا العادلة، وبحل النزاعات، وتعزيز السلام والوئام، على الصعيدين الإفريقي والعربي، بعكس النظام المغربي الذي أصبح سجله حافلاً بالعدوان، وبالرغبة في التوسع، وانتهاك سيادة الدول، وقد سجل التاريخ القريب اعتداءات النظام المغربي على سيادة دولة موريتانيا، وإذكاء نار الفتن فيما عرف حرب الرمال ضد الجزائر ، وترويج المخدرات والمهلوسات لتسميم عقول الشباب الأمة
و استغرب المرشح السابق للرئاسيات من صدور هذا البيان قُبيل ساعات قليلة من خطاب الملك المغربي بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لمسيرة عدوان المغرب واحتلاله للصحراء الغربية بحيث قال : نستغرب استغراباً كبيراً تزامن صدور هذا البيان قُبيل ساعات قليلة من خطاب الملك المغربي بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لمسيرة عدوان المغرب واحتلاله للصحراء الغربية، وبالمقارنة بين صياغة هذا البيان وبين روح وخاتمة الخطاب المشار إليه ينكشف سر التزامن، فكأنّ خطاب الملك قد تعمّد التطرّق لبعض القضايا، وترك تفاصيل تطورات أوضاع العلاقات الجزائرية المغربية وكذا اتحاد المغرب العربي إلى بيان هذه الهيئة العلمائية التي يرأسها في هذه الفترة مواطن من علماء المغرب سبقت له شخصيا مواقف سلبية ضد سيادة موريتانيا و أعتبرها أرض مغربية أنكرتها وردت عليها نخب سياسية موريتانية.
و أضاف : لقد أدان هذا البيان الذي صيغ بعناية تدعو إلى الريبة ، بحيث تم تعديد وترتيب بشكل دقيق كل مواقف الدولة الجزائرية التي عبّر عنها نص البيان ب (إغلاق الحدود، وقطع العلاقات الدبلوماسية، وتعطيل المبادلات والمصالح الاقتصادية)، دون أن يشير إلى مواقف المغرب الأخيرة، بلْه إدانتها، والمتمثلة أساساً في ادخال الكيان الغاصب لأرض المغرب العربي، وفي مرافعة النظام المغربي لبقاء هذا الكيان كعضو مراقب في الاتحاد الافريقي ضد المسعى الذي قادته الجزائر، وكذلك في توفيره لوزير خارجية الكيان الغاصب منصات إعلامية وسياسية لتهديد الجزائر انطلاقا من الأراضي المغربية، وكذلك إقبال دبلوماسيين بتوزيع مذكرة رسمية تمثل الملك المغربي في اجتماع دول عدم الإنحياز تدعو إلى تقسيم وحدة الشعب الجزائري تحت مسمى حق تقرير مصير لشعب القبائلي، وهو الأمر الذي كان ينادي به فقط الكيان الأسرائيلي الغاصب قبل هذه المذكرة الرسمية المغربية.، وفي إقدامها على سفك دماء مواطنين جزائريين أبرياء أكّدت أجهزة دولية ذات طبيعة تحكيمية تورّط المغرب في مقتلهما و غيرها من الاعتداءات المتتالية و المتكررة من النظام المغربي على السيادة الجزائرية.
ووصف بن قرينة بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالموقف السياسي و ليس الديني بحيث صرح : إن هذا البيان من بيانات من هذه الهيئة العلمائية المحترمة إنما يعبّر عن موقف سياسيٍّ وليس عن حكم دينيًّ، كما أنّه قد وظّف مفاهيم دينية صحيحة لا ينكرها الا جاحد و لكنها وظفت بطريقة وفي توقيت غير مناسبين، مما جعلا منه بيانا منحازا لوجهة النظر المغربية، ومتنكبا عن منطق قيمنا الاسلامية في الصلح التي لا تسوي أبدا بين المُعتدِي والمُعتدَى عليه، بل تدعو بوضوح وحزم الطرف المعتدِي إلى كف عدوانه والفيئة عنه إلى العدل الذي يجسده هنا احترام سيادة الدول وحسن الجوار بينها
و تمنى عبد القادر بن قرينة في الأخير تمنى في الأخير أن تنأى هذه الهيئة الدينية بنفسها عن سيطرة الدول وضغوطها، وعن ألاعيب السياسية ومهاتراتها، التي قد تمسّ من رمزيتها ومكانتها في الأمة، وتهزّ من الثقة في بياناتها ومواقفها