كلمة وزير الخارجية رمطان لعمامرة القمة المصغرة للدول الإفريقية المنتجة للقاح المضاد لكوفيد 19

كلمة  وزير الخارجية رمطان لعمامرة القمة المصغرة للدول الإفريقية المنتجة للقاح المضاد لكوفيد 19

ديزاد نيوز

كلمة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون 

ألقاها نيابة عنه وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة

حول موضوع "وصول اللقاحات المنتجة في إفريقيا إلى منصات الشراء والتوزيع العالمية"

 بسم الله الرحمن الرحيم 

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

 فخامة السيد ماكي سال، رئيس جمهورية السنغال ورئيس الدورة الحالية للإتحاد الإفريقي،

أصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات، 

السيدات والسادة الحضور الكرام، 

 بداية، أود أن أنقل إليكم التحيات الخالصة لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الذي كلفني بتمثيله في هذا الاجتماع وإلقاء كلمته كالآتي: 

 بسم الله الرحمن الرحيم 

 أتقدم بالشكر الجزيل إلي أخي فخامة الرئيس ماكي سال على تنظيم هذا الاجتماع وعلى الدعوة الكريمة لمشاركتنا ضمن مجموعة الدول الافريقية المنتجة للقاح المضاد لكوفيد19، والشكر موصول كذلك لأخي فخامة الرئيس سيريل رامافوزا على مثابرته في قيادة جهود قارتنا في مجال مكافحة هذه الجائحة والحد من آثارها المتعددة. 

 وبهذا الصدد، يطيب لي أن أحيي نظرائي رؤساء الدول والحكومات الأفارقة الذين لم يدخروا جهدا طيلة السنتين الماضيتين من أجل بلورة وتفعيل الحلول اللازمة لمكافحة هذه الجائحة، لاسيما عبر حشد الجهود وتوفير الامكانيات الضرورية للتمكن أخيرا من انتاج اللقاح المضاد لها، مثبتين بذلك أن تطعيم إفريقيا بأدمغة وبأيادي إفريقية ليس فقط ضرورة ملحة وإنما أمرا قابلا للتحقيق على أرض الواقع.  

وهو التحدي الذي رفعته بالفعل الجزائر بتمكنها من إطلاق عملية الانتاج الفعلي للقاح كورونافاك (CORONAVAC) بتاريخ 29 سبتمبر 2021 بالاعتماد أساسا على قدراتها البشرية والمادية وبالتعاون مع الشريك الصيني سينوفاك (SINOVAC). وقد سمح لنا إنتاج اللقاح محليا بتوفير 60%‎ من قيمته عند الاستيراد مع قدرة انتاجية تقارب 100 مليون جرعة في العام كفيلة بتقديم مساهمة معتبرة في تحقيق الأمن والسيادة الصحية في قارتنا. 

إن الجهود التي بذلتها الجزائر والعديد من الدول الافريقية الشقيقة والنتائج المرضية التي تم تحقيقها رغم ما تَحْمِلُهُ هذه العملية من تعقيدات وما تتطلبه من تجهيزات ومعدات حديثة وعمالة متخصصة، لَتُعَدُّ أكبر دليل على أن إفريقيا أصبحت تمتلك مقومات فعلية في مجال مكافحة الجائحة وانتاج اللقاحات، وهو الشيء الذي يُعتبر مكسبا ليس فقط لقارتنا وإنما للعالم أجمع. فسواء تعلق الأمر بالجائحة الحالية أو أي خطر مستقبلي مماثل، على شركائنا الدوليين أن يدركوا أن لهم مصلحة كبيرة في نجاح افريقيا في هذا المجال وفي قدرتها على تقديم مساهمة معتبرة مستقبلا في التصدي لأي وباء يهدد البشرية مثلما هو الحال بالنسبة لجائحة كورونا. 

وبالتالي، نرى أنه من الضروري دعوة شركائنا من دول ومنظمات دولية إلى دعم الجهود التي تبذلها قارتنا في هذا المجال من أجل تعزيز القدرة الإنتاجية العالمية وتجاوز خطورة الاعتماد على عدد قليل من مُصَنِّعِي اللقاحات التي كشفت عنها بكل وضوح جائحة كورونا. 

 من هذا المنطلق، يجدر بنا تعزيز مطالبنا في المجالات التالية: 

 أولا: رفع القيود والسماح بنقل التكنولوجيا بغية تحقيق تنوع أفضل في إنتاج اللقاحات والأدوات الطبية الأخرى. 

 ثانيا: دعم الدول الافريقية في مجال تكوين وتدريب المتخصصين.  

 ثالثا: تمكين اللقاحات المنتجة في إفريقيا من الوصول إلى منصات الشراء والتوزيع العالمية عبر إزالة العقبات التي تحول دون استصدار الموافقات الضرورية خاصة من قبل منظمة الصحة العالمية لتصدير وبيع واستعمال اللقاحات المنتجة على مستوى القارة. 

 رابعا: في انتظار دور الوكالة الافريقية للأدوية التي ينبغي التسريع في تفعيلها ِللَتَّكَفُلْ بتنسيق جهودنا والدفاع عن مصالحنا على المستوى الدولي، يقع علينا اليوم بالنظر التحديات التي نواجهها في تعاملاتنا الخارجية تعزيز التشاور والتنسيق والعمل بصفة موحدة لتحقيق الفعالية المرجوة. كما يجب حث المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (Africa CDC) على إسماع صوت القارة لدى المنظمات الدولية المتخصصة والمنصات العالمية للشراء والتوزيع من خلال عقد محادثات جادة معها، وذلك بالتنسيق مع الدول الإفريقية المنتجة للقاحات.

 خامسا: إنشاء قاعدة بيانات يتم تحيينها بصفة منتظمة حول القدرة الإنتاجية للدول الإفريقية المصنعة للقاحات المضادة لجائحة كوفيد والأمراض الأخرى بغرض الحصول على صورة واضحة حول إمكانات افريقيا في الاستجابة للطلب على المستوى القاري. 

 ومن جانب آخر، يجب علينا مواصلة الجهود لتحقيق اكتفاء ذاتي من حيث انتاج اللقاحات على المستوى الافريقي عبر انتهاج سياسة موحدة تشجع استهلاك الكميات المنتجة محليا وذلك بهدف تقوية الصناعة القارية وتطويرها. 

 السيد الرئيس، 

 إن الأزمة الصحية الراهنة وما خلفته من عديد الآثار السلبية يجب أن تَسْتَوْقِفَنَا لاستخلاص الدروس والعبر الضرورية للحفاظ على أمننا الصحي وامتلاك مقومات السيادة الصحية على المستوى القاري. 

 ومن هذا المنبر، بودي أن أجدد لكم تمسك الجزائر الثابت بمبادئ التضامن والتكامل ووحدة المصير واستعدادها للمساهمة في أي جهد مشترك يرمي لتعزيز قدراتنا الجماعية وتحصين قارتنا من الأخطار الناجمة عن الأوبئة وتفادي تكرار الاجحاف والتهميش الذي تعرضت له في بداية الجائحة الحالية من حيث التوزيع غير العادل سواء للمستلزمات الطبية والأدوية أو اللقاحات. 

 وبهذا انتهى النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون. 

 

                                               وشكرا على كرم الإصغاء

مواضيع مشابهة

الرئيس تبون يوجه مراسلة إلى رئيس الإتحاد الإفريقي

الرئيس تبون يوجه مراسلة إلى رئيس الإتحاد الإفريقي

لعمامرة يُسلم رسالة رئيس الجمهورية إلى أمير قطر

لعمامرة يُسلم رسالة رئيس الجمهورية إلى أمير قطر

لعمامرة يلتقي رئيس السنغال ويستعرض معه أهم الملفات المطروحة

لعمامرة يلتقي رئيس السنغال ويستعرض معه أهم الملفات المطروحة

لعمارة يستقبل من طرف رئيس جمهورية رواندا والجزائر تعلن عن فتح سفارة في كيغالي

لعمارة يستقبل من طرف رئيس جمهورية رواندا والجزائر تعلن عن فتح سفارة في كيغالي

ننشر لكم.. النص الكامل لكلمة الوزير الأول في قمة الشراكة تركيا - إفريقيا بإسطنبول

ننشر لكم.. النص الكامل لكلمة الوزير الأول في قمة الشراكة تركيا - إفريقيا بإسطنبول